آسفي، المغرب: عاصمة الفخار – فنّ حي يستحق الاكتشاف

حرفة متجذّرة في التاريخ

تعود صناعة الفخار في آسفي إلى قرون طويلة. وبفضل الطين الأحمر عالي الجودة المتوفّر في المنطقة، طوّر الحرفيون أسلوبًا فنيًا فريدًا يمزج بين الأشكال الأنيقة والزخارف الملونة.
تُنقل الحرفة من جيل إلى جيل داخل العائلات. وحتى اليوم، لا تزال الأفران التقليدية تشتعل على تلة الفخّارين، شاهدة على استمرارية هذا الفن العريق.

حيّ الفخّارين: ورشة مفتوحة في الهواء الطلق

على تلة مطلّة على المحيط، يقع حيّ تلّة الفخّارين، وهو من أهمّ المعالم في المدينة. عند التجوّل فيه، ستشمّ رائحة الطين المشوي وتسمع صوت عجلات الخزافين تدور.

ماذا تجد هناك:

• ورش عمل مفتوحة تشاهد فيها الحرفيين يصنعون الجرار والصحون والأواني.

• أفران قديمة محفورة في الأرض، لا تزال تُستخدم حتى اليوم.

• محلات تعاونية تبيع قطعًا فخارية فريدة من نوعها، مرسومة يدويًا.

وبإمكان الزائرين تجربة صنع الفخار بأيديهم تحت إشراف حرفيين محترفين.

فخار آسفي: رمز مغربي

يُصدّر فخار آسفي إلى جميع أنحاء المغرب وخارجه، ويتميّز بـ:

• ألوان زجاجية زاهية (خاصة الأزرق والأخضر)

• زخارف هندسية ونباتية

• قوة ومتانة تصلح للاستخدام اليومي والزينة

وتحتفظ الكثير من الأسر المغربية بأوانٍ من آسفي تُستخدم في المناسبات والولائم.

المتحف الوطني للخزف

لفهم الجانب التاريخي لهذا الفن، يمكن زيارة المتحف الوطني للخزف الواقع داخل القلعة البرتغالية. يحتوي المتحف على قطع أثرية نادرة، ويعرض أنماطًا مختلفة وتقنيات تقليدية قديمة.

فن يحتاج إلى الحماية

مثل معظم الحرف التقليدية، يواجه الفخار في آسفي تحديات العصر الحديث مثل الصناعة الميكانيكية وقلّة اهتمام الشباب.
ومع ذلك، فإن جهود التعاونيات المحلية، ومبادرات الدولة، ودعم السياحة تساهم في الحفاظ على هذا التراث. وشراء قطعة فخار من آسفي هو أكثر من تذكار، إنه دعم لتراث حي.

الخاتمة

زيارة آسفي ليست مجرّد رحلة إلى مدينة ساحلية، بل هي رحلة إلى قلب الحِرَف المغربية الأصيلة. من التقنيات العريقة إلى الجماليات الرفيعة، تُقدّم آسفي تجربة لا تُنسى في حضن فن نُحت باليد وشُوي بالشغف.